Thursday 1 March 2012

خربشات تويترية حول سوريا: قراءة باردة لوضع ملتهب


القوى الدولية لا تريد الإطاحة ببشار أو دعم المعارضة وإنما تريد أن يصل الطرفين لمرحلة من الضعف التي تجعل الوصول الى حل يرضي مصالحها ممكنا..!

ما يحدث في سوريا هو تكرار لسيناريو الحرب الأهلية اللبنانية، والهدف أن تصل القوى الإقليمية لتفاهمات تؤدي الى مؤتمر طائف جديد تتم فيه المحاصصة السياسية

المتتبع لتصريحات هيلاري كلينتون مؤخراً يجد أنها أصبحت ناطقة باسم الخارجية السورية خصوصا في فرملة الجهود الإقليمية للإطاحة ببشار‏

هناك تنسيق بين الرياض والدوحة وواشنطن، كي تقوم العاصمتين العربيتين بالدعوة لتسليح المعارضة بينما تلعب واشنطن بكارت جهود حل سلمي للأزمة‏

لا يوجد اتفاق على تسليح المعارضة بشكل يسمح لها بإحداث توازن مع الجيش وإنما تسليح يهدف لاستنزاف الآلة الحربية من أجل إنهاك كل الأطراف‏

أحد الأسباب في فرملة جهود الإطاحة ببشار، الجهود الاسرائيلية في واشنطن لمنع الإطاحة ببشار كي لا تتحول دولة بحجم سوريا الى لبنان آخر على الحدود مع إسرائيل

يعتقد صانع القرار الاسرائيلي أن الاطاحة ببشار يمكن أن تؤدي الى نظام حكم يهدد وجود إسرائيل. المطلوب إضعاف بشار الى أقصى درجة وليس الا الاطاحة به

إضعاف بشار والجيش والمعارضة سيؤدي الى أن يجلس الجميع على الطاولة والوصول الى اتفاق محاصصة سياسي يؤدي الى إلغاء دور سوريا في المنطقة‏

هناك إدراك لدى إسرائيل وأمريكا بأن أفضل سبيل للانتهاء من الأزمة السورية هو إقناع كل الأطراف بالوصول لصيغة تشبه صيغة علي صالح في اليمن‏

بالتالي نحن نتحدث عن وقوع سوريا بين صيغة مؤتمر الطائف لإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية وبين صيغة تنحي علي صالح في اليمن. والعامل المشترك في التجربتين هو السعودية! ‎‏

مشكلة مصر أنه في حال رغبة أي حاكم مصري في الحصول على استقلال وطني كامل، لابد له من الاستناد الى أوراق قوته في العالم العربي الذي سيكون مفككا بشكل لا يمكن الاعتماد عليه في التفاوض مع الغرب.

أما بالنسبة للأعزاء على تويتر فإنهم يتناولون الشأن السوري بنفس العقلية التي خاضت الثورة المصرية والتونسية ولا يدركون أن هناك اختلافا مهولاً!

سوريا تحولت من دولة تشهد انتفاضة الى رقعة شطرنج يتم استغلالها من قبل قوى إقليمية ودولية لتصفية حسابات والحصول على مكاسب في أماكن أخرى من العالم مثل روسيا والدرع الصاروخي الأمريكي في شرق أوروبا

هناك حديث عن أن سيناريو كوسفو ينتظر سوريا وهو سيناريو احتاج لسنوات وضربة عسكرية، وبالمقارنة بحجم كوسفو فإن سوريا تحتاج الى 15 سنة من الصراع!

آسف على هذه الرؤية القاتمة بالنسبة لسوريا وأهلنا الذين يعانون هناك، ولكن من المفيد أن تقرأوا السيء قبل أن تتوقعوا أن الأشياء ستكون رائعة عند طلوع الشمس!



1 comment:

  1. قراءة ممتازة للوضع يا أحمد بعيد عن الأماني و التمنيات لكن واقعية

    ReplyDelete