Tuesday 27 September 2011

تراب الماس: حين تصبح قراءتها فعلاً جانبياً




مازلت مستمتعاً بمرحلة الخروج من العالم الذي رسمه أحمد مراد في روايته المثيرة "تراب الماس: حين يصبح القتل أثراً جانبياً..".

هي رواية مدهشة في تضفيرتها التاريخية وحبكتها التي تعتمد على سلسلة من جرائم القتل، والتي لا تبدو بنفس أهمية الشخصيات المتورطة فيها وفي الطريق إليها.

 هي أيضاً رواية مكتوبة بلغة تخلط بين الفصحى والعامية بالاضافة الى كلمات مشتقة من الحياة في مصر عام ٢٠٠٨!

وبالرغم من أن الرواية كتبت قبل ثورة يناير ٢٠١١ إلا أن الإشارات التي يمكن اعتبارها تنبؤاً بالثورة وما تلاها من صراع مع المجلس العسكري حول الإسراع بتسليم السلطة لسلطة مدنية مذكورة في أكثر من موضع بالرواية، خصوصاً في الصفحات الأولى التي تدور في حارة اليهود في القاهرة عام ١٩٥٤.

ربما لهذا السبب أهدى أحمد مراد روايته للرئيس المصري محمد نجيب "رجل الفرصة الأخيرة"، كما أطلق عليه مراد في إشارة بالطبع الى صراعه حول رجوع الجيش للثكنات بعد استيلائه على الحكم في ٢٣ يوليو ١٩٥٢.

هي رواية يجب أن تقرأ ومن الصعب اختزالها في تدوينة أو مقال أو عرض لملخصٍ لها قد يفسد متعة قرائتها ويظلم حبكاتها المعقودة بعناية فائقة.

هي أيضاً مؤشر إيجابي على أن فن الرواية في مصر قد تطور وأصبح قادراً على تقديم جرعة تشريحية لشخصيات تتنفس وتحيا بيننا كل يوم، ونتمنى لو أننا قادرون على إزالتها من الوجود لولا أن "غلطة صغيرة قد لا تصلح غلطة كبيرة"..!

1 comment:

  1. رواية رائعة فعلًا، وعجبني تحليلك، ... بس انتا قاريها متأخر شوية.. أنا قرأتها قبل الثورة :)

    ReplyDelete